أخبار الجالياتأوروباالشرق الاوسطالعالمالعالم العربىسياسه

سفير السودان بروما يشكر إيطاليا ويحذر المجتمع الدولى من الحرب المنسية

روما- محمد يوسف

                خلال المؤتمر الصحفي الذى عقده سفير السودان في إيطاليا سيد الطيب احمد بمقر السفارة بالعاصمة روما بحضور العديد من وكالات الأنباء الإيطالية والصحافيين العرب والأوربيين أمس الخميس الموافق 31أكتوبر , قدم السفير شرحا لآخر التطورات التي تحدث في السودان، موجها نداءاً للمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والضغط على مليشيات الدعم السريع, لاحترام القوانين الدولية، واكد على ان السودان يدعو المجتمع الدولي إلى السعي لتطبيق مبادرة السلام في منبر جدة التي عقدت في شهر مايو 2023 برعاية سعودية أمريكية ,بعيد انطلاق الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في 15 إبريل من نفس العام .

 

تداعيات  إستمرار الحرب ستنعكس على إفريقيا وأوربا بنتائج كارثية 

                وخلال المؤتمر أشار السفير الطيب للأهمية الجيواستراتيجية لموقع السودان الذي يربط بين الدول العربية والإفريقية، كما يمثل بحكم موقعه معبراً لتدفقات الهجرة من إفريقيا جنوب الصحراء إلى شمال إفريقيا ومنها إلى أوروبا، موضحاً بأن اي تطورات سلبية تهدد امن واستقرار السودان ستنعكس سلبا على الإقليم ككل، فضلاً عن تداعيات ذلك الكارثية على منظومة الأمن في إفريقيا وأوروبا, وسيكون دعما كبيرا لتنامى مجموعات الإرهاب الدولي وعصابات الإتجار بالبشر وتهديد لأمن الدول المحيطة.

                وأوضح السفير بأن أوروبا معنية بوقف تدفقات الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر إلى أراضيها، والسودان لعب دورا مهما وحاسما من قبل في مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، وحاليا السودان منشغل بمشاكله الداخلية وقد تتأثر موجات الهجرة الى أوروبا بانشغال السودان، نسبة لأن السودان لديه دورا محورياً مهم جدا في منع الهجرة غير الشرعية.

الطيب :على المجتمع الدولى أن يتحمل مسؤلياته لأن الخطر سيطال الجميع 

                كما دعا الإتحاد الأوربي والمنظمات الدولية بإعطاء الأزمة السودانية القدر الكافي من الاهتمام لوقف الانتهاكات التي تحدث تجاه مواطنيه بسبب ممارسات مليشيات الدعم السريع التي تسببت في نزوح نحو إحدى عشر مليون سوداني إلى دول الجوار ,وتسببت في هدم المستشفيات والبنية التحتية وهدم مؤسسات الدولة ,وحولت بيوت المواطنين إلى أوكار لعصابات الجريمة المنظمة, وان انشغال القوى العالمية بحرب روسيا واكرانيا وحرب غزة ولبنان ومضيق باب المندب ينسيهم هذه القنبلة الموقوتة التي يمكن ان تنفجر في أي لحظة إذا ما تطورت الأوضاع في السودان للأسوأ , بالتالي لابد من وقف الدول والقوى الإقليمية التي تدعم مليشيات الدعم السريع، مشيراً إلى انشغال القوى العالمية بهذه الحروب جعل المأساة في السودان اقرب لان تكون منسية ولذلك تمت تسميتها الحرب المنسية.

                كما ناشد السفير المجتمع الدولي والقوى المحبة للسلام ان تدين هذه الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع وان تعمل على الضغط عليها للوصول لاتفاق لإنهاء الحرب وايضا الضغط على ممولي ومساندي الدعم السريع.

العلاقات مع شعب الإمارات تاريخية والسودان اول مسانديهم 

 هذا وقد أكد السفير الطيب خلال المؤتمر الصحفي على ان الرئيس السوداني الأسبق جعفر النميري هو أول رئيس عربي زار الإمارات مهنئاً في أوائل السبعينات بعد استقلالها، كما وأن السودان وفي اطار الواجب وأواصر الصداقة بين البلدين فقد ساهم في بناء دولة الأمارات العربية بلا منّ أو أذى، وأكد احترام شعب السودان إلى إخوانهم الإماراتيين، وحث القادة في الإمارات على تغيير سياستهم في دعم مليشيات حميدتى التي لن يجنوا من ورائها سوي تدمير علاقات تاريخية بناها آبائهم مع شعب السودان لعشرات السنين، مضيفاً بأن السودان لجأ لمجلس الأمن لتقديم شكوى مسنودة بالأدلة ضد الأمارات.

سعينا بكل الطرق الدبلوماسية للحفاظ على روابط الإخواة مع الإمارات 

                وأوضح السفير بأنه ومنذ اندلاع الحرب في الرابع عشر من أبريل 2023، توفرت معلومات استخباراتية وبينات دامغة بأن قوات الدعم السريع التي تمردت على شرعية الدولة مدعومة عسكرياً ولوجستياً وفنياً بالكامل من عدة دول على رأسها دولة الأمارات العربية المتحدة، ومراعاةً لأواصر العلاقات التاريخية الراسخة مع دولة الأمارات العربية، فقد ظلت الحكومة السودانية منذ أيام الحرب الأولى تطالب دولة الأمارات لوقف دعمها وتمويلها للمليشيا مستخدمة في سبيل ذلك كافة القنوات الدبلوماسية، والمنابر المشتركة، غير أن كل هذه المطالبات لم تجد للأسف أذناً صاغية من قيادة دولة الأمارات، الأمر الذي دفع الحكومة السودانية أخيراً لتقديم شكوى مسنودة بالأدلة والبراهين ضد دولة الأمارات لدى مجلس الأمن، نافياً بشكل قاطع اتهامات الأمارات بان الجيش السوداني قام بالاعتداء على مقر السفير الإماراتي في الخرطوم، مستندا بإثباتات قاطعة وأسانيد على أقواله من صور الأقمار الصناعية التي استعرضها في فيلم قصير خلال المؤتمر أوضحت ان منزل سفير الإمارات لم يصب باي سوء، مؤكدا على ان السودان ملتزم بالقانون الدولي وبأحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية ١٩٦١، و١٩٦٣ ، وهذا موقف ثابت وراسخ للسودان، مضيفاً بأن السودان ليس لديه أي مشكلة مع الشعب الإماراتي بل المشكلة مع سياسات الأمارات تجاه السودان.

لماذا رفض السودان مؤتمر جنيف 

 وأشار أيضاً إلى أن امتناع حكومة السودان عن المشاركة في مؤتمر جنيف جاء نتيجة لرفضه مشاركة المراقبين،

مؤكداً بأن السودان ليس لديه أي مشكلة مع دولة الامارات انما مشكلته مع سياساتها الخاصة بتمويل ومساندة الدعم السريع.

 كما قطع بالتزام السودان بتسهيل ايصال المساعدات الانسانية الى مستحقيها من خلال فتح معابر وتذليل كافة القيود التي تعترض ايصال تلك المساعدات الى مستحقيها، خاتما المؤتمر بتقديم مناشدة الى المجتمع الدولي لممارسة ضغوط على القوات المتمردة ومموليها من اجل وضع حد لهذه الحرب متطلعا الى مشاركة المجتمع الدولي في اعادة اعمار السودان بعد الحرب، شاكراً الحكومة الإيطالية ومنظمات الأمم المتحدة التي تتخذ من روما مقراً لها (الفاو، وبرنامج الغذاء العالمي، والإيفاد)، والمنظمات الإيطالية الطوعية كمنظمة الطوارئ الطبية، ومنظمة الموسيقى من أجل الحياة وغيرها، على دعمهم المستمر للشعب السوداني خلال الأزمة الحالية.

Loading

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons
Translate »