يحتاجها الذكاء الاصطناعي.. أميركا مهددة بفقدان ريادتها في سباق الاندماج النووي

في سباق محموم بين أميركا والصين للوصول إلى أول إنتاج للطاقة من الاندماج النووي على نطاق الشبكة الكهربائية، يبدو أن بكين بدأت تضيق الفجوة بسرعة مذهلة، مستثمرة مليارات الدولارات ومسرّعة وتيرة مشاريعها النووية الطموحة.
لطالما اعتُبر الاندماج النووي المصدر المثالي للطاقة، حيث ينتج طاقة تفوق الانشطار النووي بأربعة أضعاف، ويفوق الفحم بأربعة ملايين مرة، دون أي انبعاثات كربونية أو نفايات مشعة طويلة الأمد، بحسب تقرير نشره موقع “CNBC” واطلعت عليه “العربية Business”.
وبحسب تقديرات “إجنيشن ريسيرش”، من المتوقع أن تصل قيمة سوق هذه التكنولوجيا إلى تريليون دولار بحلول عام 2050.
تفوق الصين في التمويل والتطوير
رغم ريادة أميركا التقليدية في أبحاث الاندماج النووي، فإن الصين ضاعفت استثماراتها، مخصصة 1.5 مليار دولار سنويًا لهذا القطاع، مقارنةً بـ 800 مليون دولار فقط من التمويل الفيدرالي الأميركي.
كما تعمل الصين على بناء مفاعلات نووية ضخمة، مثل مشروع “كرافت” الذي تبلغ كلفته 700 مليون دولار، في حين تركز أميركا على تحديث منشآتها القديمة التي يعود عمر بعضها إلى أكثر من 30 عامًا.
ذكاء اصطناعي يحتاج إلى طاقة لا حدود لها
مع تزايد الطلب على الطاقة بسبب مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، بدأت الشركات الأميركية الكبرى مثل “أمازون” و”غوغل” و”ميتا” بدعم الطاقة النووية كمصدر مستدام.
لكن الخبراء يحذرون من أن الفشل في الاستثمار الجاد في الاندماج النووي قد يمنح الصين اليد العليا، وهو ما عبّر عنه أندرو هولاند بقوله: “من يمتلك طاقةً هائلةً لا حدود لها، يمكنه التأثير على كل شيء… وهذا أمر مقلق إذا وقع في الأيدي الخطأ”.
رغم أن أميركا لا تزال تحتضن أغلب شركات القطاع الخاص الرائدة في تقنيات الاندماج النووي، فإن تقدم الصين في البنية التحتية، القوى العاملة، وسلسلة التوريد قد يجعلها تتفوق قريبًا.