منوعات

كيف تؤسس سنوات الطفولة الأولى علاقتنا بالطعام؟

نعرف جميعا ذلك الشعور بالقلق أو الحزن أو ربما الملل، الذي يدفعنا أحيانًا للتوجه إلى الثلاجة والتهام ما نجده أمامنا، أو تناول كميات كبيرة من الحلوى والمقرمشات.

قد يصل الأمر بالبعض إلى الإفراط في تناول الطعام خلال فترات الحزن، مما يؤدي إلى زيادة ملحوظة في الوزن. كأشخاص بالغين، ندرك أن اللجوء للطعام أحيانا يكون وسيلة لتهدئة مشاعرنا.

وهي حالة تُعرف بـ”الأكل العاطفي”، التي تعكس علاقة غير صحية مع الطعام، لكن كيف تتشكل هذه العلاقة، وكيف يمكننا تصحيح مسارها؟

السنوات الأولى.. الأساس في علاقتنا بالطعام

تقوم العلاقة الصحية مع الطعام على تحقيق التوازن والمرونة، بحيث تتيح لنا اتخاذ قرارات تحترم احتياجات أجسامنا وإحساسنا بالجوع، دون الشعور بالذنب عند تناول ما نرغب فيه.

ومع ذلك، يشير بحث نشره خبراء في معهد أبحاث سلوك الأكل والتغذية بجامعة غوادالاخارا المكسيكية إلى أن تناول الطعام لا يعتمد فقط على الجوع أو الشبع، بل يتأثر أيضًا بعوامل اجتماعية وثقافية متنوعة.

يتغير مزاجنا عند تناول أنواع معينة من الأطعمة، مما يؤدي إلى ربط الطعام بالعواطف. هذا الرابط يجعلنا نكرر تجربة تناول الطعام بحثًا عن المتعة.

وبهذا يصبح الطعام وسيلة للتعبير عن المودة، وعنصرًا أساسيًّا في العديد من الثقافات والمناسبات الاجتماعية التي ترمز إلى الانسجام والمحبة.

تؤثر مشاعرنا كثيرا على سلوكنا الغذائي، حيث يمكن للطعام أن يتحول إلى وسيلة للتعامل مع المواقف الصعبة، بملء الفراغ العاطفي أو التخفيف من الملل أو التشتت. ومع الوقت، قد ينعكس هذا السلوك على صحتنا الجسدية والنفسية.

الطفولة.. البداية لعاداتنا الغذائية

العلاقة بالطعام طويلة وممتدة، تبدأ في سنواتنا الأولى وتستمر في التغير مع مرور الزمن. وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة “فرونتيرز سايكولوجي” عام 2017، تتشكل عاداتنا الغذائية وتفضيلاتنا للطعام منذ الطفولة المبكرة.

في الشهور الأولى من حياة الطفل، تتكون هذه العلاقة عبر حاستي اللمس والتذوق. ومع تقدم الطفل في العمر، تلعب الملاحظة دورًا كبيرًا، حيث يتأثر بسلوكيات البالغين المحيطين به.

العادات الغذائية التي يكتسبها الطفل خلال هذه المرحلة المبكرة قد تستمر معه إلى مرحلة المراهقة والشباب، مما يبرز أهمية التوجيه الصحيح منذ البداية لتأسيس علاقة صحية مع الطعام.

كيف تنمي علاقة صحية بالطعام لدى طفلك؟

يمكن للآباء مساعدة أطفالهم على تبني عادات غذائية صحية من خلال اتباع أسلوب مرن يتماشى مع احتياجات كل طفل بشكل فردي. رغم عدم وجود نهج واحد يناسب الجميع، فإن الالتزام بتناول وجبات منتظمة يلعب دورًا كبيرًا في مساعدة الطفل على فهم إشارات الجوع والشبع في جسده.

وقد يؤدي ترك الطفل من دون طعام لفترات طويلة إلى شعوره بالجوع المفرط، وهو ما يمكن أن يدفعه إلى سلوكيات غذائية غير صحية، مثل الإفراط في تناول الطعام أو اللجوء إلى خيارات غير متوازنة.

مثل هذه العادات قد تؤدي إلى مشاعر سلبية مثل الإحساس بالذنب، وفقًا لما أشار إليه موقع ويل كورنيل.

نصائح لتعزيز عادات غذائية صحية:

  • تجنبْ الحديث السلبي عن الجسم

ابتعد عن التعبير عن عدم رضاك عن شكل جسمك أمام طفلك، لأن هذه الرسائل قد تؤثر سلبا على صورته الذاتية. كذلك، لا تستبعد فئات غذائية معينة مثل الكربوهيدرات أو الدهون بحجة أنها تسبب السمنة. على سبيل المثال، الألياف -وهي نوع من الكربوهيدرات- تسهم في الشعور بالشبع والطاقة لفترة أطول.

  • تعريف الطفل بالخضروات والفواكه

احرص على تقديم الخضروات والفواكه باستمرار، واجعلها جزءًا دائمًا من أطباقه حتى لو لم يتناولها في البداية.

  • تجنب التوبيخ

لا توبخ طفلك -خصوصًا المراهق- على تناول أطعمة معينة، حتى لو كنت تعتقد أنها غير صحية.

  • قللْ من ربط الطعام بالمكافآت

تجنبْ استخدام الطعام كمكافأة أو وعد، مثل قول: “سأسمح لك بتناول الحلوى إذا أكلت طبق السلطة”.

  • كن قدوة حسنة

مارسْ عادات غذائية صحية بنفسك، وجرب أطعمة متنوعة، فالأطفال يتأثرون بما يرونه أكثر مما يسمعونه.

  • اجعل الحوارات الغذائية إيجابية

تحدثْ مع طفلك عن خيارات الطعام المختلفة بطريقة إيجابية، واسمح له بالمشاركة أحيانًا في التسوق واتخاذ قرارات الشراء.

  • شجع الطفل على الطهي

أشركْ طفلك في عملية الطهي، لأن ذلك يساعده على تقبل الأطعمة المختلفة ويشجعه على تجربتها.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية

Loading

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons
Translate »