سياحة و سفر

رومانيا بلاد تمزج الأساطير بين قلعة دراكولا وضفاف البحر الأسود

تستقبل رومانيا زوارها الذين يقودهم الشغف للمعرفة والاستكشاف في قلب أوروبا الشرقية، بمزيج فريد من المعالم التاريخية والغابات الطبيعية والسهول والجبال الشاهقة، مما يجعل منها وجهة سياحية استثنائية.

وفي رحله إلى رومانيا، نستعرض أسرار هذا البلد الساحر، بدءا بقلعة دراكولا الشهيرة التي أثارت مخيلة الكتاب والمخرجين السينمائيين ودفعتهم للإبداع في فن الرعب.

ورغم إدراك الزوار أن دراكولا شخصية خيالية، فإن غموض القلعة لا يزال يثير التوتر في نفوسهم.

وتنتقل الكاميرا إلى مدينة كونستانتا، التي تعد بوابة رومانيا على البحر الأسود ويقطنها 400 ألف نسمة، لكن مكانتها الثقافية والفنية جعلت كل الرومانيين يحرصون على زيارتها.

تأسست المدينة بوصفها مستعمرة يونانية في القرن السادس قبل الميلاد، وشهدت تعاقب الرومان والبيزنطيين والعثمانيين، مما انعكس على طرازها المعماري.

وتبرز في المدينة ساحة أوفيد المسماة على اسم الشاعر الروماني المنفي إليها سنة 8 ميلادية، كشاهد حي على امتزاج الثقافات، حيث تزين المنحوتات والتماثيل والآثار القديمة ممراتها ومداخلها، لتشكل تحية حية للتاريخ والأدب والحياة العصرية.

ووقفت كاميرا البرنامج على المسجد الكبير، أو مسجد المحمودية الذي يعد أحد أبرز معالم المدينة، وبُني عام 1910 بهندسة معقدة تجمع بين العناصر البيزنطية والرومانية، ورغم إهماله خلال الحكم الشيوعي، فإنه يحظى اليوم باهتمام كبير بوصفه رمزا للتعايش الثقافي ويخدم أكثر من 55 ألف مسلم على سواحل البحر الأسود.

منعطفات أفعوانية

ولا تزال المدينة تحتفظ بتقاليدها البحرية المتوارثة، حيث يخرج الصيادون مع أول خيوط الشمس في مشهد لم يتغير منذ الأزل.

ويتحول جزء من صيدهم إلى حساء تقليدي مع البطاطا والجزر والأعشاب، في حين يُشوى الباقي مع التوابل ليشكل وجبة مفضلة للرومانيين لتنوع نكهاتها.

ومن المعالم الفريدة في رومانيا والتي أفرد البرنامج لها فقرة لطريق ترانسفاجاراسان الوطني الذي يمتد 150 كيلومترا، منها 90 كيلومترا طريق جبلي يعبر جبل فارجاس.

وبُني الطريق في السبعينيات كخطة إستراتيجية للنجاة من غزو سوفياتي محتمل، وراح ضحية بنائه مئات العمال والجنود والمهندسين.

ويشكل الطريق، الذي يرتفع إلى 2050 مترا ويربط ترانسلفانيا ببوخارست، تحفة هندسية تجذب عشاق السيارات الرياضية من كل أنحاء العالم لتجربة منعطفاته الأفعوانية وسط مناظر طبيعية خلابة.

وتكتمل تجربة زيارة كونستانتا مع غروب الشمس، حيث ترسم ألوانها الدافئة ظلالاً برتقالية ووردية وذهبية على سطح الماء، في وقت يمتزج فيه تلامس الأمواج اللطيف مع نسيم البحر البارد في أجواء حميمية تصنع ذكريات لا تُنسى في هذا البلد الساحر.

Loading

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons
Translate »