شرم الشيخ المصرية.. الهدوء والمغامرة في آن واحد
في الجنوب الشرقي لشبه جزيرة سيناء المصرية، تقع مدينة شرم الشيخ إحدى أشهر الوجهات السياحية في مصر وقارة أفريقيا، وعلى مدى العام تكتظ تلك المدينة بالسياح من كل بقاع الأرض بحثا عن الهدوء والمغامرة اللذين توفرهما تلك المدينة في آن واحد.
وتمتد مدينة شرم الشيخ على الشريط الساحلي لخليج العقبة، وتتمتع بإمكانيات بيئية وطبيعية فريدة ومتنوعة مما يجعلها من أهم المراكز الرئيسية لجذب السياحة الدولية والداخلية، بالإضافة إلى كونها مصيفا ومشتى عالميا يعشقه محبو الصيد والسباحة والغوص.
الوصول إلى المدينة له عدة طرق، فهناك مطار شرم الشيخ الدولي الذي يستقبل رحلات داخلية وخارجية من مناطق عالمية عدة، فضلا عن الطريق البري من العاصمة القاهرة الذي يمتد لمسافة 500 كيلومتر. ولاستكشاف معالم المدينة ومحيطها في شبه جزيرة سيناء، يحتاج الزائر إلى قرابة 5 أيام يوزعها على المعالم المختلفة للمدينة ومحيطها.
اليوم الأول
في اليوم الأول في مدينة شرم الشيخ نفسها سيكون السائح على موعد في الصباح الباكر مع الشاطئ الرملي ومياهه الصافية، ولكن هنا في شرم الشيخ تختلف طقوس الشواطئ إلى حد ما، فمرتادوها لا يهتمون بالسباحة فقط، إذ هناك ألعاب بالمظلات والدرجات النارية المائية، والعديد من الألعاب التي تحتاج إلى المغامرة.
وبعد جولة الصبح والاستمتاع بالطقس الجميل خاصة في فصل الشتاء، يحتاج السائح إلى جولة مسائية في خليج نعمة أحد مراكز المدينة الرئيسية، وذلك ليتجول بين محال الهدايا المنتشرة في المنطقة والمطاعم العالمية والمحلية، والعروض الشعبية المنتشرة في كافة أركانه.
رحلات السفاري
وفي فجر اليوم الثاني، على السائح أن يكون قد حجز مكانا له في رحلات السفاري التي تنطلق بالعادة في الرابعة فجرا، حينها يتجمع المشاركون في الرحلة لتنقلهم حافلة إلى قلب الصحراء، ومنها يستخدمون المركبة الصحراوية “البيتش باجي” خلف دليلهم إلى الصحراء حتى نقطة محددة، بعدها يستخدمون الإبل ليعبروا المناطق التي لا تستطيع المركبات عبورها.
وعندما يصل السائح إلى الخيمة البدوية بعد قرابة ساعتين من سير الإبل، تعود عقارب الساعة إلى الوراء في أجواء تذكّر بحياة البدو الرحل قديما، يتناولون فيها وجبة الغداء وسط العديد من الفعاليات البدوية التي يتم تنظيمها يوميا بتكلفة أقل من 40 دولارا للشخص. بعد عودة السائح مجددا إلى المدينة عليه أن يرتاح قليلا قبل أن يذهب مساء إلى السوق القديم حيث المقاهي والمطاعم المنتشرة في المكان، ومحال بيع الهدايا.
تجربة الغوص
وفي اليوم الثالث، تكون الرحلة إلى محمية جزيرة رأس محمد التي تقع على مساحة 850 كيلومترا، وتحتضن العديد من الشعاب المرجانية البديعة والأسماك ذات الألوان الزاهية، فضلا عن الطبيعة الجميلة لتلك المنطقة الهادئة، وعلى السائح أن يكون مستعدا لخوض تجربة الغوص في مياه تلك المحمية، ليرى من تحت الماء الشعاب المرجانية المتراصة.
برنامج الرحلة يبدأ في الغالب من الثامنة صباحا حتى الخامسة مساء، ويكون الوصول إلى رأس محمد في البداية باستخدام الحافلات، ثم التحرك في مراكب للوصول إلى الجزيرة، وتنظم هذه الرحلات بشكل جماعي، أي أن السائح يحجز مكانا في إحدى الشركات حتى يتمكن من تنفيذ هذه الرحلة، وتكلفتها في حدود 35 دولارا.
وفي اليوم الرابع، يكون السائح على موعد مع رحلة جديدة ولكن إلى “سي سكوب” شرم الشيخ، وهي شبه غواصة في البحر الأحمر، تبحر إلى أحد أجمل مواقع الشعاب المرجانية الملونة وأماكن وجود الدلافين والسلاحف البحرية والكائنات البحرية النادرة.
وتم تصميم “رويال سي سكوب” بحيث يكون لكل راكب نافذة مراقبة فردية لمشاهدة عالم ما تحت الماء الرائع، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية بتكلفة لا تتعدة 20 دولارا.
وفي مساء اليوم نفسه، لا بد من زيارة “سوهو سكوير”، وهي من أشهر المزارات أيضا في المدينة، والمقتبس من ميدان سوهو الشهير في لندن، حيث تقدم لمسة تجمع بين الروح اللندنية والمصرية، ويكتظ السياح ليلا في تلك المنطقة التي ينظم فيها العديد من العروض الترفيهية.
الرمال الذهبية
وأما اليوم الخامس فسيكون مخصصا لزيارة مدينة دهب على بعد ساعة بالحافلة من شرم الشيخ، ومدينة دهب معروفة بجمالها الطبيعي، وأكثر ما يميزها هو شواطئها ذات الرمال الذهبية والقرى السياحية الآسيوية الطابع، حيث توجد الأكشاك الخشبية وجريد النخيل والملابس البدوية الملونة في كل مكان.
كما تحتوي دهب على مجموعة من القرى السياحية والفنادق الفاخرة والنزل المستقلة التي يمنحها أصحابها طابعها الخاص، سواء بالشكل التقليدي أو المصري، وغير ذلك من التنسيقات.
الإقامة والطيران
وتتميز مدينة شرم الشيخ بتباين كبير في أسعار فنادق الإقامة، فهناك الفنادق ذات العلامة العالمية الكبرى تصل الليلة فيها إلى 500 دولار، وهناك فنادق ومنتجعات أخرى ذات 4 نجوم لا تتعدى الإقامة فيها 70 دولارا في الليلة للإقامة الكاملة والشاملة الثلاث وجبات.
كما أن تركيز شركات الطيران الاقتصادية على المطارات السياحية في مصر يجعل الوصول إلى شرم الشيخ أرخص كثيرا من الوصول إلى القاهرة، مما يجعل تذاكر طيران الوصول إلى شرم الشيخ في متناول السياح من عدد كبير من بلدان العالم.