مال و أعمال

حرب غزة والانتخابات الأميركية ترفع النفط والذهب وأداء مستقر للدولار

شكّل السباق الانتخابي الأميركي وحرب إسرائيل المتصاعدة في المنطقة اتجاهات الأسواق خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، فقد حام الذهب قرب مستوى قياسي، واستقر الدولار أمام سلة عملات رئيسية، وعوّض النفط بعضا من تراجعاته السابقة ليبقى في المنطقة الخضراء لليوم الثاني على التوالي.

الذهب

ارتفعت أسعار الذهب وحوّمت قرب مستوى قياسي مرتفع بلغته الجلسة السابقة، وسط حالة من عدم اليقين بخصوص الانتخابات الأميركية والتوترات الراهنة في الشرق الأوسط مع مواصلة إسرائيل عدوانها على قطاع غزة ولبنان وتهديدها بتوجيه ضربة موجعة لإيران، وتوقعات بخفض بنوك مركزية رئيسية لأسعار الفائدة.

وزاد المعدن الأصفر في المعاملات الفورية 0.5% إلى 2799.07 دولارا للأوقية (الأونصة)، محققا أعلى مستوى له على الإطلاق، وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3% إلى 2747.30 دولارا للأوقية.

ويعد الذهب تحوطا في أوقات التقلبات السياسية والجيوسياسية، وكان قد قفز أمس الاثنين مسجلا مستوى 2740.37 دولارا للأوقية، وصعد بأكثر من 32% منذ بداية هذا العام.

ومع قرب انتخابات الرئاسة الأميركية، التي ستجرى في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، تنخرط المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترامب في منافسة حامية للفوز ببعض أكثر الولايات تأرجحًا.

في حين تصاعد الهجوم الإسرائيلي على لبنان وغزة الآونة الأخيرة، ولا مؤشرات على أن إسرائيل تكبح جماح هجومها الجوي والبري.

وفي ما يتعلق بأسعار الفائدة، كشفت أداة فيد ووتش لمراقبة السوق التابعة لـ”سي إم إي” أن المتعاملين يتوقعون الآن بنسبة 89% أن يخفض البنك المركزي الأميركي بمقدار 25 نقطة أساس في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، زادت الفضة في المعاملات الفورية 1.17% إلى 34.18 دولارا للأوقية بعد أن بلغت أعلى مستوياتها منذ نهاية 2012 في الجلسة الماضية.

النفط

وواصلت أسعار النفط الخام ارتفاعها خلال تعاملات اليوم، لتستمر في تعويض الخسائر التي منيت بها خلال الأسبوع الماضي، والتي بلغت 7%، وذلك على وقع ارتفاع التوترات في الشرق الأوسط رغم تجديد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مسعاه لوقف إطلاق النار.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 0.49 سنتا أو 0.66% إلى 74.76 دولارا للبرميل، وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 74 سنتا إلى 70.98 دولارا للبرميل في اليوم الأخير للعقد كأقرب شهر استحقاق.

واستقرت عقود برنت وخام غرب تكساس الوسيط على ارتفاع بنحو 2% أمس الاثنين، لتعوض بعض الانخفاض الذي شهدته الأسبوع الماضي بأكثر من 7%، مع استمرار القتال في الشرق الأوسط وقلق السوق من الرد الإسرائيلي المتوقع على إيران الذي قد يعطل إمدادات النفط بشكل جزئي من منطقة غنية به.

وفي الوقت نفسه، خفضت الصين أسعار الإقراض القياسية كما كان متوقعا أمس بعد تخفيض أسعار الفائدة الأخرى الشهر الماضي ضمن حزمة من تدابير التحفيز لإنعاش الاقتصاد، وهو ما دعم أسعار النفط.

تأتي هذه الخطوة بعد أن أظهرت البيانات يوم الجمعة أن اقتصاد الصين نما في الربع الثالث بأبطأ وتيرة منذ أوائل عام 2023، مما أثار مخاوف متزايدة بشأن الطلب على النفط.

وقال رئيس وكالة الطاقة الدولية -أمس الاثنين- إن نمو الطلب على النفط في الصين من المتوقع أن يظل ضعيفا في 2025 على الرغم من تدابير التحفيز الأخيرة التي اتخذتها بكين.

الدولار

واستقر الدولار الأميركي وسط توقعات بأن يتبنى مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) نهجا مدروسا لخفض أسعار الفائدة، في حين سادت حالة من التوتر بين المستثمرين مع المنافسة المتقاربة في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وواصل الدولار، الذي تعزز بفضل ارتفاع عائدات الخزانة، الضغط على الين واليورو والجنيه الإسترليني، وهو اتجاه تزايد على مدى الأسابيع القليلة الماضية إذ أظهرت بيانات أن الاقتصاد الأميركي لا يزال في وضع جيد، مما أدى إلى تقليص الرهانات على خفض الفائدة في الولايات المتحدة بصورة سريعة وبمعدلات كبيرة.

وأمس الاثنين، عبّر 4 من صناع السياسات في مجلس الاحتياطي الفدرالي عن دعمهم لمزيد من الخفض في أسعار الفائدة، رغم اختلافهم بشأن سرعة التخفيضات والنطاق المستهدف.

وتعطي وجهات النظر المتباينة لمحة عما يمكن أن نتوقعه في اجتماع السياسة النقدية المقبل لمجلس الاحتياطي الاتحادي في السادس والسابع من نوفمبر/تشرين الثاني.

وترى الأسواق فرصة بنسبة 89% لخفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس خلال الاجتماع المقبل، وذلك مقارنة بفرصة نسبتها 50% الشهر الماضي.

ووصل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل 6 عملات رئيسية، إلى 103.97، وبعد أن وصل إلى 104.02 نقطة أمس الاثنين، وهو أعلى مستوى له منذ أول أغسطس/آب، وأصبح المؤشر في طريقه لتحقيق مكسب يزيد على 3% خلال الشهر الجاري.

وبلغ اليورو 1.0817 دولار في أحدث التداولات، ليقترب من أدنى مستوى له منذ من أغسطس/آب، كما وصل الجنيه الإسترليني إلى 1.2974 دولار، بالقرب من أدنى مستوى له منذ 20 أغسطس/آب.

ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، تلقى الدولار دعما من الاحتمالات المتزايدة بفوز الرئيس السابق دونالد ترامب في انتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، إذ إن سياسات التعريفات الجمركية والضرائب اللي يقترحها من المرجح أن تُبقي أسعار الفائدة الأميركية مرتفعة.

وفي مذكرة، قال محللون إستراتيجيون من “باين بريدج إنفستمنتس” إنه “في ظل فوز ترامب، يمكننا أن نتوقع بيئة مضطربة إلى حد ما مع كثير من الضبابية”.

وأضافت المذكرة: “في حين يمكن النظر إلى فوز ترامب باعتباره ظرفا غير موات في الأجل القصير للأسواق، فإن الصورة تبدو مختلفة تماما على المدى الأطول.. وبطريقة ما، ننظر إلى فوز هاريس باعتباره استمرارا للوضع الراهن والسياسات الحالية، كما ينطوي على عملية أبطأ في تحولات السياسات”.

المصدر : رويترز + سي إن بي سي

Loading

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons
Translate »