استقرت أسعار الذهب والدولار في ظل توقعات بتقليص أسعار الفائدة الأمريكية.
استقر كل من الذهب والدولار خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، في ظل توقعات تشير إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) قد يخفض سعر الفائدة بمعدل أقل في الشهر المقبل. في الوقت نفسه، يترقب المستثمرون صدور بيانات التضخم هذا الأسبوع بحثًا عن مزيد من المؤشرات حول تيسير السياسة النقدية.
كما لعبت بيانات الوظائف الأمريكية التي صدرت يوم الجمعة وتصاعد التوترات في الشرق الأوسط دورًا في التأثير على أسعار الذهب.
الذهب
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا اليوم في المعاملات الفورية بنسبة 0.1%، حيث بلغ سعر الأوقية (الأونصة) 2655 دولارًا، وذلك في وقت كتابة هذا التقرير. ومع ذلك، لا يزال السعر بعيدًا عن ذروته القياسية التي سجلت 2685.42 دولارًا في 26 سبتمبر/أيلول. كما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.37% لتصل إلى 2677.80 دولارًا.
يتطلع السوق حاليًا إلى محضر الاجتماع الأخير للسياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، بالإضافة إلى بيانات مؤشري أسعار المستهلكين والمنتجين في الولايات المتحدة، والتي من المقرر أن تصدر هذا الأسبوع.
أفاد كارلو ألبرتو دي كاسا، محلل سوق المال في “كينيسيس”، بأن بيانات مؤشر أسعار المستهلكين المقرر صدورها هذا الأسبوع تعتبر حاسمة لتوقعات تحركات مجلس الاحتياطي الاتحادي. ومع ذلك، لا أعتقد أن هناك مفاجآت في الأفق، حيث إن السوق تتوقع تقريباً بنسبة 100% أن يقوم المجلس بخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس فقط.
يعتقد المتداولون حالياً أن هناك احتمالاً بنسبة 95% بأن يقوم البنك المركزي الأميركي بخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية فقط في الشهر المقبل، وذلك بعد أن أظهر تقرير الوظائف قوة الاقتصاد الأميركي. ومن المتوقع أن يدفع هذا المجلس الاحتياطي إلى عدم إجراء تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة حتى نهاية العام الحالي.
أشار ييب جون رونغ، محلل السوق في “آي جي”، إلى أن المخاطر الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط قد تعزز من تدفقات الاستثمار نحو الذهب كملاذ آمن، مما يقلل من التأثير السلبي الناتج عن توقعات السوق بشأن تيسير أقل.
أما بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد انخفضت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 1.1% لتصل إلى 31.84 دولار، في حين تراجع البلاتين بنسبة 0.62% ليبلغ 981.65 دولار. وعلى الجانب الآخر، ارتفع سعر البلاديوم بنسبة 1% ليصل إلى 1021.83 دولار.
العملات
فيما يتعلق بالعملات، شهد الين ارتفاعًا طفيفًا ليصل إلى 148.19 مقابل الدولار، بعد أن بلغ أدنى مستوى له منذ 16 أغسطس/آب خلال اليوم.
يأتي هذا بعد تراجع تجاوز 4% الأسبوع الماضي، مما جعله يسجل أكبر انخفاض أسبوعي له منذ أوائل عام 2009.
ارتفع الدولار بعد أن أظهر تقرير الوظائف في الولايات المتحدة أكبر زيادة له خلال 6 أشهر في سبتمبر/أيلول، مع انخفاض معدل البطالة وزيادة قوية في الأجور، مما يدل على قوة الاقتصاد الأميركي. هذا الأمر دفع الأسواق إلى تقليص توقعاتها بشأن خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي لأسعار الفائدة.
كما سجل مؤشر الدولار، الذي يقيس أدائه مقابل 6 عملات رئيسية أخرى، ارتفاعًا بنسبة 0.5% يوم الجمعة، ليصل إلى أعلى مستوى له في 7 أسابيع، مما زاد من مكاسبه الأسبوعية إلى أكثر من 2%، وهي النسبة الأعلى منذ عامين.
استقر اليورو في تداولات اليوم عند مستوى 1.097 دولار، مسجلاً انخفاضاً بنسبة 0.018%.
كما حافظ الجنيه الإسترليني على استقراره اليوم عند حوالي 1.3068 دولار، بعد أن شهد انخفاضاً بنسبة 1.9% الأسبوع الماضي، وهو أكبر تراجع له منذ بداية عام 2023.