حقق باحثون في المركز الألماني لأبحاث السرطان إنجازًا جديدًا في مجال الجراحة بالمنظار، حيث قاموا بتطوير روبوتات صغيرة بحجم المليمتر قادرة على إجراء عمليات جراحية دقيقة.
لأول مرة، تمكن الفريق من إجراء تجربة لجراحة كهربائية لعلاج انسداد القنوات الصفراوية باستخدام مجموعة من هذه الروبوتات الصغيرة، وقد نُشرت النتائج يوم الثلاثاء في مجلة “The Astrophysical Journal”.
تتعدد الاستخدامات المحتملة لهذه الروبوتات المصغرة في المجال الطبي، بدءًا من توصيل الأدوية بدقة عالية، وصولًا إلى تنفيذ المهام الاستشعارية وإجراء العمليات الجراحية المعقدة. وقد تم تطوير واختبار مجموعة من الروبوتات لهذه الأغراض، تتراوح أحجامها من النانومتر إلى السنتيمتر. ومع ذلك، تواجه الروبوتات المصغرة بحجم المليمتر تحديات عديدة، أبرزها عدم قدرتها على حمل الأدوات الجراحية الثقيلة والتنقل عبر الأسطح الزلقة المبطنة بالمخاط داخل الجسم.
لحل هذه المشكلات، قام الفريق بتطوير نظام يُعرف باسم «TrainBot»، وهو عبارة عن وحدة تتكون من مجموعة من الروبوتات الصغيرة المتصلة ببعضها البعض، والمزودة بأقدام مقاومة للانزلاق. يعمل هذا النظام بشكل لاسلكي، ويتم التحكم فيه بواسطة حقل مغناطيسي دوار، مما يتيح تحريك الروبوتات في مستوى محدد مع إمكانية التحكم في دورانها. تم تصميم نظام التشغيل والتحكم الخارجي ليكون ملائماً للأبعاد التي تعادل حجم الجسم البشري.
وقد قام الباحثون باختبار هذه التقنية خلال عملية جراحية كهربائية تجريبية لعلاج انسداد القناة الصفراوية، وهي حالة خطيرة قد تحدث في بعض أنواع سرطان القنوات الصفراوية.
العملية الجراحية الكهربائية هي إجراء يُستخدم لمعالجة الانسدادات أو الأنسجة غير الطبيعية من خلال تطبيق جهد كهربائي يهدف إلى إزالة أو تدمير الأنسجة المستهدفة. تُستخدم هذه التقنية غالبًا في الجراحة بالمنظار، حيث يتم إدخال أداة تُعرف بالإلكترود لتوجيه الطاقة الكهربائية إلى المنطقة المتضررة. وقد تم استخدام النظام لتحريك أداة جراحية طويلة، يبلغ وزنها ثلاثة أضعاف وزن الروبوت الواحد، إلى موقع الانسداد، حيث تم إزالة الأنسجة المسدودة باستخدام الكهرباء.
أظهرت التجارب التي أجريت على الأعضاء المستأصلة من الخنازير نتائج إيجابية للغاية. وبناءً على النتائج التي وصفها الفريق بأنها “واعدة”، يسعى الباحثون إلى تطوير روبوتات مصغرة إضافية يمكنها أداء مهام جديدة في مجال الجراحة بالمنظار. هذا يعزز التفاؤل بإمكانية استخدام هذه الروبوتات في عمليات جراحية أخرى، مثل إدخال القسطرة أو توصيل الأدوية إلى المواقع المستهدفة داخل الجسم.
