أشاد الأطباء بالنتائج “المذهلة” للتجارب التي أظهرت أن تركيبة دوائية جديدة تمكنت من إبطاء تقدم سرطان الرئة بنسبة 40% مقارنة بالعلاج التقليدي، وفقاً لما ذكرته صحيفة “الغارديان”.
يعتبر سرطان الرئة السبب الرئيسي للوفيات الناتجة عن السرطان على مستوى العالم، حيث يتسبب في حوالي 1.8 مليون حالة وفاة سنوياً. وتكون معدلات البقاء على قيد الحياة لدى المرضى الذين يعانون من أشكال متقدمة من المرض، حيث تنتشر الأورام، ضعيفة بشكل خاص.
وفقاً لبيانات دراسة عالمية، فإن المرضى الذين تم تشخيصهم بأشكال متقدمة من سرطان الرئة والذين تناولوا تركيبة “أميفانتاماب” و”لازرتينيب” لا يزالون على قيد الحياة دون ظهور تقدم في حالتهم بعد 23.7 شهراً في المتوسط. وأظهرت التجربة أن متوسط البقاء على قيد الحياة دون تقدم للمرضى الذين استخدموا الدواء التقليدي “أوسيميرتينيب” كان 16.6 شهراً.
أشار الخبراء إلى أن هذا الاختراق يأتي في إطار “العصر الذهبي” لأبحاث السرطان، حيث يتيح الفهم الأعمق للعوامل التي تحفز الأورام المحددة تطوير طرق أكثر فعالية لمواجهة المرض.
وقال البروفسور مارتن فورستر، اختصاصي الأورام الطبية في مستشفى الكلية الجامعية والمشارك الرئيسي في التجربة في المملكة المتحدة: “لقد ساهم الفهم الأفضل للبيولوجيا التي تؤثر على سرطانات الرئة في توجيه تطوير هذه العلاجات المستهدفة. ومن المدهش أن نلاحظ أن هذا المزيج الجديد يظهر تحكماً أطول في السرطان مقارنةً بـ (أوسيميرتينيب)، الذي كان يُعتبر علاجاً رائداً قبل بضع سنوات فقط”.
أشار البروفسور رافاييل كاليفانو، استشاري الأورام الطبية والباحث في التجربة، إلى أنه “من خلال دمج هذين العقارين اللذين يثبطان نمو السرطان بطرق مختلفة، نلاحظ تحسناً ملحوظاً في معدلات البقاء على قيد الحياة الخالية من التقدم مقارنة بالعقار الذي نستخدمه حالياً”.
وأضاف: “لا تزال معدلات البقاء على قيد الحياة لسرطان الرئة منخفضة جداً مقارنة بأنواع السرطان الأخرى، لذا فإن رؤية مثل هذه النتائج الإيجابية تمثل تطوراً مرحباً به”.
في أغسطس، حصلت هذه التركيبة الدوائية على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. ويأمل الأطباء المشاركون في التجربة أن يصبح العلاج متاحاً أيضاً عبر هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا في المستقبل.
