منوعات

وصية طفلة فلسطينية قبل استشهادها: لا تحزنوا من أجلي ولا ترفعوا أصواتكم على أخي!

عثر أفراد عائلة العرعير في قطاع غزة على وصية كتبتها طفلتهم رشا، التي كانت تبلغ من العمر 10 سنوات، بخط يدها الصغير، قبل أن تستشهد جراء القصف الإسرائيلي في شرق مدينة غزة. في وصيتها، أوصت رشا عائلتها بتوزيع ممتلكاتها بين بنات خالاتها وبنات أعمامها.

كتبت رشا: “أرجو ألا تبكوا علي، لأنني أشعر بالألم عندما أراكم تبكون. أتمنى أن تُوزع ملابسي على المحتاجين، وإكسسواراتي على رهف ولانا ومروان وبتول. يجب أن تذهب صناديق الخرز إلى بتول”.

وأضافت: “أما مصروفي الشهري الذي يبلغ 50 شيكلًا، فأرغب في أن يُقسم نصفه بين رهف والنصف الآخر لأحمد. أود أن تحصل بتول على ألعابي. وأخيرًا، أرجوكم، لا تصرخوا على أخي أحمد. أرجو الالتزام بما كتبته”.

استشهد شقيقها أحمد (11 عامًا) معها خلال القصف، وتم العثور على وصيتها بين الأنقاض بعد استهداف منزلهم مرة أخرى في 30 سبتمبر/أيلول 2023.

عاصم النبيه، خال الطفلة، قام بنشر كلمات الوصية عبر حسابه على “إنستغرام”، حيث لاقت انتشارًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، وأثرت في آلاف المتابعين حول العالم.

وأشار إلى أن رشا (10 سنوات) خرجت مع شقيقها أحمد من تحت أنقاض منزلهم بعد قصف إسرائيلي استهدفهم في مدينة غزة قبل ثلاثة أشهر، لكنهما استشهدا معًا في 30 سبتمبر/أيلول الماضي جراء قصف آخر استهدفهما أثناء حفظهما للقرآن.

تداول رواد منصات التواصل الاجتماعي بشكل واسع وصية الطفلة الفلسطينية، التي أثرت بكلماتها البريئة في الكثيرين.

أطفال غزة ضحايا الاحتلال

بدأت إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 باستهداف الأطفال والنساء في حربها على قطاع غزة، مع التركيز بشكل خاص على قصف المنازل والملاجئ التي يُفترض أنها آمنة.

تشير التقارير الحقوقية إلى وجود نمط منهجي لاستهداف الأطفال في القطاع، حيث أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بأن الاحتلال أودى بحياة أعداد غير مسبوقة من الأطفال الفلسطينيين خلال الأشهر العشرة الماضية. ويصف التقرير هذا السلوك بأنه جريمة حرب مستمرة تُرتكب بطرق وحشية تفتقر إلى الإنسانية.

لم تقتصر معاناة أطفال غزة على القتل والتشريد، بل امتدت لتشمل حرمانهم من التعليم. فقد أظهر تقرير صادر عن جامعة كامبردج بالتعاون مع “الأونروا” أن أطفال غزة فقدوا بالفعل 14 شهرًا من التعليم منذ عام 2019 نتيجة لجائحة “كوفيد-19” والعدوان الإسرائيلي المستمر. وإذا استمر النزاع حتى عام 2026، فقد يخسر الأطفال ما يصل إلى 5 سنوات من التعليم، مما سيكون له تأثير مدمر على مستقبلهم.

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة اليوم الخميس أن الاحتلال ارتكب 8 مجازر ضد العائلات في القطاع، حيث وصلت إلى المستشفيات جثث 99 شهيدًا و169 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.

أعلنت الوزارة أن عدد الشهداء نتيجة العدوان الإسرائيلي على غزة بلغ 41,788 شهيداً، بالإضافة إلى 96,794 مصاباً، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

 

Loading

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons
Translate »