أقمار “ستارلينك” تشكل خطرًا على علم الفلك.. تقرير يكشف عن أزمة في مدار الأرض.
أفادت صحيفة الإندبندنت البريطانية في تقرير نشرته يوم الجمعة بأن علماء الفلك أبدوا قلقهم من أن الأقمار الصناعية التابعة لستارلينك، التي أطلقها الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، تؤدي إلى مشاكل في مدار الأرض، مما يؤثر سلبًا على قدرة العلماء في رصد النجوم والكواكب البعيدة.
زيادة انبعاثات موجات الراديو وتداخل الإشارات
أفاد العلماء بأنه منذ أن أطلقت شركة سبيس إكس، المملوكة لماسك، أقمار ستارلينك قبل خمس سنوات، شهدت انبعاثات موجات الراديو زيادة ملحوظة، مما جعل من الصعب على الباحثين في شبكة التليسكوبات الأوروبية أداء مهامهم في دراسة الأجسام البعيدة في الكون.
ذكرت جيسيكا ديمبسي، مديرة معهد هولندا لعلوم الفلك، في تصريح للصحيفة: “لاحظنا العام الماضي وجود إشارات متداخلة في السماء، وقمنا بتتبعها لنكتشف أنها كانت صادرة عن أقمار ستارلينك الصناعية من الجيل الأول التي تدور حول الأرض”.
وأضافت الصحيفة أن شركة سبيس إكس تمتلك الآن أكثر من ستة آلاف قمر صناعي في مدار حول الأرض، تهدف من خلالها إلى توفير خدمة الإنترنت الفائق السرعة في معظم أنحاء العالم.
وذكرت الصحيفة في تقريرها أن أقمار ستارلينك تصدر إشعاعات كهرومغناطيسية بشكل غير متوقع، حيث يرى علماء شبكة التليسكوبات الأوروبية أن هذه الإشعاعات ناتجة عن عيوب في بطاريات الأقمار.
وقد تواصل علماء الفلك من شبكة التليسكوبات الأوروبية مع المسؤولين في شركة سبيس إكس، مطالبين باتخاذ تدابير للحد من الإشعاعات الكهرومغناطيسية المنبعثة من أقمار ستارلينك.
استجابت سبيس إكس لذلك وقامت بتحديث أنظمة أقمارها الصناعية، لكن علماء الفلك لاحظوا في يوليو/تموز الماضي أن هذا التحديث أدى إلى زيادة في الإشعاعات بدلاً من تقليلها.
وأفادت جيسيكا دمبسي بأن الانبعاثات الناتجة عن أقمار ستارلينك الصناعية قد زادت بمعدل 30 مرة، ولم تعد هذه الزيادة مقتصرة على عدد محدود من الأقمار، بل أصبحت تشمل جميعها. وأوضحت أن العلماء “شعروا بالدهشة” من هذه الزيادة الكبيرة في الانبعاثات.
كما وصفت التحديات التي يواجهها علماء الفلك في سعيهم المستمر لرصد حركة النجوم البعيدة، قائلة: “إن الأمر يشبه محاولة رؤية نجم خافت وجميل في السماء بالعين المجردة في ليلة حالكة، وفجأة يظهر قمر بجواره يحجب الرؤية.”
وأشارت إلى أن المشكلة ستزداد سوءًا، حيث تقوم شركة سبيس إكس بإطلاق حوالي 40 قمرًا صناعيًا كل أسبوع. حاليًا، يوجد حوالي ستة آلاف قمر صناعي من ستارلينك، لكن من المخطط أن يصل العدد إلى مئة ألف.
وحذرت من العواقب المحتملة لهذا الوضع، قائلة: “تخيلوا وجود 100 ألف قمر صناعي في الفضاء، عندها سنودع أي إمكانية لممارسة علم الفلك من على سطح الأرض”.
كما ذكرت الصحيفة أن ديمبسي وفريقها من العلماء في شبكة التليسكوبات الأوروبية قد نشروا مؤخرًا دراسة في مجلة علمية متخصصة في أبحاث الفلك والفيزياء الفلكية، حيث أثبتوا أن جميع الأقمار الصناعية التي قاموا بمراقبتها تصدر إشعاعات كهرومغناطيسية تتداخل مع جهودهم في رصد النجوم والأجسام الفضائية.