جناب السفير نصاب ومحتال!
فيينا- محمد الحريري
(م. م) شاب في العقد الخامس من العمر، من إحدي محافظات شمال مصر،وسيم طويل القامة كما لوكان الممثل إيهاب نافع في شبابه.كان يرتدي أجمل وأغلي الأزياء خاصة الحلي والأحذية الإيطالي.
أما السيارات الفارهة، فحدث ولاحرج.. هذه مرسيدس وتلك جكور والثالثة بورشة ثم فراري.
لم يكن يمتلك تلك السيارات، بل كان يستعيرها من أصدقائه، ليوم واحد فقط، أما الحلي والقمصان والأحذية فكانت هي الأخري ليوم واحد فقط، وكأن لكل سيارة الملابس التي تناسبها.
لم يكن يجلس في الأماكن التي يجلس فيها المصريون، بل كان يقصد المطاعم والمقاهي والفنادق ذي الخمس نجوم، خاصة الكائنة بالمنطقة الأولي بوسط فيينا.
هناك يتعرف علي السيدات الثريات التي يجذبهن إليه نوع العطر الذي يستخدمه، فهو نوع غالي الثمن جدا.. ياله من عطر رائع جميل لايستخدمه إلا أفراد الطبقة الغنية.
ويالها من حلية جميلة أنيقة أحدث الموديلات والتصميمات، وأحدث الأحذية الإيطالية.. يبدو عليه حقا أنه ابن عز وليس ابن بائع بقالة بالتجزئة..يجلس الفتي في المطعم والمقهي وتدور عيناه بحركة غير ملفتة حتي تقع علي إحدي السيدات التي يظهر من شكلها الخارجي إنها ثرية، ليس بأناملها مايدل علي ارتباطها، قد تكبره ببضعة سنين، لايهم ، بل المهم أن يكسب قلبها.
نظرة مركزة علي السيدة..تبادله النظرة بشيئ من الخجل..يشير لها بأن يشاركها الطاولة، فتبتسم وبإمائة برأسها علامة علي القبول، فيتوجه إليها .. يقبل يديها، ثم يجلس ويقدم نفسه علي أنه رئيس البعثة الدبلوماسية لإحدي الدول العربية بالنمسا ويقدم لها كارته الشخصي.
هذا الفتي عرف هذه الأماكن من خلال مهنته كبائع للورد والزهور إلي العشاق والاصدقاء.
انتهي اللقاء الأول بأن اصطحبته المسكينة إلي بيتها، ثم اصبحا اصدقاء ثم وعدها بالزواج.
تعودت عليه وأصبح لديها حلم الارتباط به ، استغل هذه المشاعر والعواطف والحب منها واخذ يسحب منها ألاف الشلنجات.
وهكذا يذهب إلي مكان اخر ويصطاد اخريات ويسحب منهن أموال طائلة..
لكن المجرم دائما مايقع..ففي إحدي المرات وصل لرجال الشرطة بلاغ من إحدي السيدات بأن رجل شرق أوسطي قام بالاحتيال والنصب عليها واقترض منها مبالغ كبيرة ثم هرب.
وعندما علم أن الشرطة تضيق عليه الخناق، لملم نفسه وترك زوجته وابنته وهرب إلي مصر ومعه ثروة كبيرة.
هناك لم ينس جناب السفير أنه نصاب ومحتال، وبدأ يمارس نشاطه، مستغلا طيبة المصريين.
اتصل بي أحد الأصدقاء ليسألني عن (م.م)، لأنه يريد أن يشاركه في مشروع، فقلت له إحذر فهذه قصته التي سردتها أعلاه.
وإلي اللقاء في قصة أخري من واقع الغربة.