من حكايات كليلة ودمنة فى أوروبا
روما-محمد يوسف
حكاية النمر الكريم والجربوع اللئيم
يحكى ان ذات يوم قامت الغزالة بأصطحاب الجربوع لكى تقوم بتكريم النمر وإعطائه جائزة تقديرا له على مجهوداته فى مساعدة الإنسانية كان النمر قد حصل على لقب سفير للإنسانية نظير أعماله فى مساعدة الفقراء والمحتاجين والأطفال والإيتام ,كان ذلك هو اللقاء الأول بين النمر والغزالة والذى سعى لإتمامه الجربوع لكى يظهر أمام النمر ان له أصدقاء من مستويات عالية وانه يعرف مستويات أخرى غير الجرابيع الذين تعود على صحبتهم ,كان الجربوع يحرص دائما على ان يظهر للنمر والغزالة, الطيبة والإنسانية والجدعنة والإخلاص فكان يبدى لجميع من حوله مالايخفيه قلبه ,فالإنتهازية والخطف والجري كانت من شيمه التى تسببت فى أن كل جيرانه فى المزبلة التى كان يسكن فيها قطعوا علاقاتهم به وقاموا بعمل بلوك له على الفيسبوك لكى لايروا أخباره الكاذبة وفشخاته التى شبعوا قرفا منها ومن شكله الذى كان يسبب لهم حساسية وهرش .
خلال اللقاء الذى تم بين الغزالة والنمر والجربوع فى أحد مقاهى غابات إيطاليا ,قام النمر بدعوة الغزالة على الغداء فى بيته مع زوجته وأبنائه لكى يتشرفوا بمعرفتها تدخل الجربوع وعرض انه يمكنه توصيلها بقاربه إلى الشاطىء الذى يسكن بجواره النمر ,وتم الإتفاق على ان تأتى الغزالة الطيبة إلى منزل النمر يوم الأحد .
كان النمر سعيدا للغاية بصداقته الجديدة للغزالة الطيبة ,عاد إلى بيته ليحكى لزوجته وابنائه عن هذا اللقاء السعيد ,اثناء حديثه مع زوجته فوجىء بمكالمة من الجربوع يطلب منه عدم دعوة الصقر لأن الغزالة لاتأنس لوجوده معها فى أى مكان ,تلقي النمر المكالمة بقلق شديد لأنه تجمعه صداقة كبيرة مع الصقر ولأن الصقر هو من سهل معرفته بالجربوع رأفة بحاله الذى كان يرثي له من ضعف ذات اليد وفقره المعيشي وتردى مستواه التعليمي الذى لايؤهله لنيل وظيفة محترمة فالجربوع كان يعمل اعمالا دنيا فى تنظيف المزابل وبعض الأوقات كان يعمل فى الأفران كخباز وكل احلامه ان يصبح صاحب مهنة محترمة رغم تدنى مستواه العلمى والأدبي والمجتمعى ,فكر النمر كثيرا فى هذا المأزق وعلى الفور إتصل بالجمل الصبور ليأخذ مشورته الجمل الصبور أشار عليه بالإنصياع لطلب الجربوع إلى ان يعرف حقيقة المشكلة التى نشبت بين الصقر والغزالة لكى يحلها كعادته فالنمر لايحب أن تكون هناك مشكلات بين أصدقائه الذين يحبهم .
فى اليوم التالى إتصل الجربوع بالنمر ليؤكد له على عدم توجيه دعوة للصقر وان الغزالة الطيبة كررت عليه طلبها بإستثناء الصقر من هذا اللقاء, النمر أكد له ان رغن هذا الطلب يسبب له إزعاجا شديدا إلا انه سيتجيب له وبعد ذلك يقوم بمصالحة الغزالة الطيبة والصقر .
فى يوم الأحد المقرر للعزومة الكبيرة أصطحب الجربوع زوجته الأرنبة ومعها الغزالة الطيبة فى قاربه وعبر إلى الشاطىء الذى يقطن فيه النمر وعائلته .
دخلت الغزالةالطيبة وكانت تعتقد ان الصقر موجود مع باقي المعازيم إلا انها فوجئت بغيابه ,فآثرت عدم السؤال عنه إلى أن تتضح الصورة ,بعد ان إنتهت الوليمة ,قام النمر بمهاتفت الصقر لمعرفة أبعاد مابينه وبين الغزالة الطيبة ليتضح حينها كم الدنائة والوضاعة التى ملئت قلب الجربوع .
مارأيكم فى تصرف الجربوع فى هذه القصة من حلقات كليلة ودمنة فى أوروبا . البقية تأتى .